دكتورة / أسماء  شحاتة عبد المعطي

       استشارى صحة نفسية

عضو اللجنه المركزية لشئون الدعم النفسي بوزارة الشباب والرياضة 

عضو نقابة  الاخصائيين النفسيين المصريه (رانم)

عضو التحالف العربي لخبراء العلاج النفسي بالوطن العربي

 زمالة جامعة ستانفور بالمملكة المتحدة البريطانية

دكتوراه فى الصحة النفسية جامعة عين شمس

 

ما هي الشخصية المازوخية؟

الشخصية المازوخية هي نمط نفسي يتميز بالميل إلى تحمل الألم، الإهانة، أو المعاناة، سواء على المستوى العاطفي أو الجسدي، وأحيانًا الاستمتاع بها. يظهر هذا السلوك في العلاقات الشخصية أو السلوكيات اليومية، حيث يميل الشخص إلى تفضيل المواقف التي تجلب له الألم أو التقليل من قيمته الذاتية.

يُعرف هذا النمط أيضًا باسم اضطراب الشخصية المازوخية، ويمكن أن يكون له تأثير سلبي على جودة حياة الشخص وعلاقاته الاجتماعية، خاصة إذا كان يتقبل الأذى أو يسعى إليه باستمرار.

أهم سمات الشخصية المازوخية

1. الاستمتاع بالألم أو المعاناة

يجد الشخص المازوخي نوعًا من الرضا أو القبول للألم النفسي أو الجسدي، سواء كان من الآخرين أو من نفسه.

2. التضحية المفرطة بالذات

يميل المازوخي إلى تقديم الآخرين على نفسه، حتى لو كان ذلك على حساب راحته وسعادته الشخصية.

3. البحث عن علاقات مؤذية

غالبًا ما ينجذب الأشخاص ذوو الشخصية المازوخية إلى علاقات سامة، حيث يكونون مع شركاء يتسببون لهم في الألم العاطفي أو الجسدي.

4. انخفاض تقدير الذات

يشعر الشخص المازوخي بأنه لا يستحق السعادة أو الاحترام، مما يجعله عرضة للاستغلال أو القبول بسلوكيات مهينة.

5. الخضوع والتبعية

يفضل الشخص المازوخي أن يكون في دور الضحية، ويتجنب المواجهة، حتى لو كان ذلك يؤثر عليه بشكل سلبي.

6. الشعور المستمر بالذنب

يميل إلى لوم نفسه على كل شيء، حتى في المواقف التي لا يكون فيها مخطئًا، مما يعزز الشعور بالدونية.

7. رفض المساعدة أو الدعم

قد يرفض الشخص المازوخي تلقي المساعدة أو الدعم من الآخرين، لأنه يشعر بأنه يستحق المعاناة أو لا يستحق الحب.

ما الفرق بين المازوخية والسادية؟

في بعض الحالات، قد يجمع الشخص بين السلوك المازوخي والسلوك السادي، بحيث يستمتع بالألم الذي يتعرض له، وفي نفس الوقت يستمتع بإيذاء الآخرين.

أسباب الشخصية المازوخية

1. التجارب المبكرة والصدمات النفسية

الأشخاص الذين تعرضوا في طفولتهم للإهانة، الإساءة العاطفية أو الجسدية، أو الإهمال العاطفي، يكونون أكثر عرضة لتطوير شخصية مازوخية.

2. التربية والتنشئة الأسرية

إذا نشأ الفرد في بيئة قاسية أو مليئة بالعقوبات الشديدة، فقد يتبنى المازوخية كطريقة للتكيف مع الألم المستمر.

3. العوامل الوراثية والجينات

تشير بعض الأبحاث إلى أن هناك عوامل وراثية قد تلعب دورًا في تكوين الشخصية المازوخية، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للأمراض النفسية.

4. التأثيرات المجتمعية والثقافية

في بعض المجتمعات، يتم الترويج لفكرة أن المعاناة أو التضحية بالنفس أمر مشرف، مما يعزز هذا النمط السلوكي لدى بعض الأفراد.

العلاج والتدخل النفسي

إذا كان الشخص يعاني من تأثير سلبي شديد بسبب الشخصية المازوخية، فقد يكون من الضروري طلب المساعدة النفسية لتطوير تقدير الذات وتحسين العلاقات الشخصية.

1. العلاج النفسي (Psychotherapy)

2. التدخل السلوكي

3. الدعم الاجتماعي

هل تُعتبر المازوخية اضطرابًا نفسيًا؟

إذا كانت المازوخية تؤثر بشكل كبير وسلبي على حياة الشخص وعلاقاته، فقد يتم تشخيصها على أنها اضطراب الشخصية المازوخية. في هذه الحالة، يُنصح الشخص بالحصول على علاج نفسي متخصص لتطوير سلوكيات أكثر صحة، وتعزيز ثقته بنفسه، والتخلص من الشعور الدائم بالذنب.

الشخصية المازوخية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الشخص وعلاقاته، ولكن من الممكن تجاوز هذه الأنماط السلوكية من خلال العلاج النفسي والدعم الاجتماعي. إذا كنت تشعر بأنك تعاني من هذه السمات، فلا تتردد في طلب المساعدة لتحسين صحتك النفسية وتطوير علاقات أكثر توازنًا واحترامًا لنفسك.

إذا وجدت هذا المقال مفيدًا، شاركه مع أصدقائك أو اترك تعليقًا برأيك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *